يواصل مرتزقة الاحتلال التركي بمختلف مسمياتها ارتكاب الانتهاكات بحق معظم أهالي مدينة عفرين المحتلة من السكان الاصلين، وبحق النساء، الأطفال والطبيعة.
وفي هذا السياق أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع عضوة اتحاد المحاميين لمقاطعة عفرين والشهباء، المحامية روشين حدو حول الانتهاكات التي ترتكب في عفرين المحتلة، قالت:" تستمر دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بارتكاب أبشع أنواع الانتهاكات بحق مدينة عفرين المحتلة وسكانها الأصلين منذ العملية الاحتلالية وحتى الآن، وتعتبر من الانتهاكات الكبرى التي حصلت في هذا العصر هي التغيير الديمغرافي".
وتابعت: "قامت دولة الاحتلال التركي منذ احتلال عفرين بتهجير أكثر من (300) شخص كردي قسراً إلى مناطق التهجير في ريف حلب الشمالي ومناطق أخرى، وتوطين أكثر من (400) شخص من مناطق ومحافظات أخرى، وبناء أكثر من (20) مستوطنة وتوطين عوائل المرتزقة فيها لترسيخ التغيير الديمغرافي في عفرين".
ونوهت روشين إلى أن دولة الاحتلال التركي إضافة لتغيير الديمغرافي تمارس كافة أنواع التعذيب بحق أهالي عفرين والاستيلاء على ممتلكاتهم، قائلة: "تستمر دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بممارسة سياستها العدائية بحق أهالي عفرين من جرائم القتل، التعذيب، الاستيلاء على ممتلكات المواطنين والخطف اليومي بغية المتاجرة ودفع فدية مالية، وارتكاب جرائم جسيمة بحق النساء الكرديات هناك إذ ترتقي جميع هذه الجرائم التي تحصل إلى جرائم حرب ويجب محاسبتها".
وأضافت: "يسعى جيش الاحتلال التركي منذ بداية عمليته الاحتلالية وحتى هذه اللحظة طمس الهوية الكردية وترسيخ الهوية التركية من خلال الإبادة الثقافية التي تحصل في مدينة عفرين، وإدراج اللغة العربية واللغة التركي في مدارس مدينة عفرين، وتغيير العملة السورية إلى العملة التركية والهويات الشخصية إلى الهوية التركية".
ولفتت الانتباه إلى أن الاحتلال التركي يسعى من خلال الحرائق المفتعلة والمتكررة التي تلتهم مساحات شاسعة من الغابات الحراجية، تغيير جغرافية مدينة عفرين، ولن يطبق هذه السياسة العدائية على مدينة عفرين فحسب، بل ينفذها في جميع مناطق الكرد وخير المثال ما حصل في شمال كردستان وجنوب كردستان".
وأكدت المحامية روشين حدو أن النساء هنّ أكثر من يتعرضن التعذيب ويكنّ هدف الاحتلال، وقالت: "المرأة العفرينية كانت ضحية الاحتلال التركي، فمنذ بدء العملية العسكرية الاحتلالية على مدينة عفرين، قامت مجموعة من مرتزقة الاحتلال التركي بتمثيل بجثمان المقاتلة في وحدات حماية المرأة بارين كوباني، وهذه الممارسة كانت أحد الرسائل الانتقامية للمرأة الكردية التي هزمت أكبر تنظيم إرهابي (داعش)، في حين لاتزال الانتهاكات مستمرة بحق المرأة العفرينية ما بعد الاحتلال من التعنيف الجسدي، النفسي، الاغتصاب، زواج القاصرات من قبل عناصر مرتزقة الاحتلال التركي وارتفاع عدد حالات الانتحار من قبل النساء اللواتي تعرضن للتعنيف داخل أماكن الاختطاف".
وفي ختام حديثها قالت عضوة اتحاد المحاميين لمقاطعة عفرين والشهباء، المحامية روشين حدو: "على المنظمات الحقوقية التي تعمل من أجل حقوق الانسان الدخول إلى مدينة عفرين المحتلة وإيقاف كافة الانتهاكات التي تحصل بحق الأهالي وخاصة بحق النساء، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي وقعت على اتفاقية جنيف لعام 1949 وهي معاهدات دولية تتضمن أهم القواعد التي تحد من وحشية الحرب وحماية المواطنين.
كما يجب على الامم المتحدة اعتبار الدولة التركية في عفرين دولة احتلال وتنتهك كافة المواثيق الدولية وترتكب كافة جرائم الحرب فيها، وعلى لجنة تقصي الحقائق والمحكمة الجنائية أن تتحرك بشكل فوري من أجل محاكمة دولة الاحتلال التركي بخصوص الجرائم والانتهاكات التي تحصل داخل مدينة عفرين المحتلة".